الإمارات توقع عقداً ثالثاً لتشغيل مطارات أفغانستان

وقعت الهيئة العامة للطيران المدني الإماراتية (GAAC) ومقرها أبوظبي، عقداً مع حركة "طالبان" لتشغيل مطارات أفغانستان، في اتفاقية يتوقع أن تستقطب الرحلات الدولية إلى أفغانستان، إضافة إلى ضمان أمن وسلامة الملاحة الجوية فيها
وتسهل الاتفاقية عودة الأفغانيين إلى بلادهم واستقرارهم، وإعادة لم شملهم مع عائلاتهم بعد الإجلاء الفوضوي الذي أعقب الانسحاب الأمريكي من البلاد في صيف العام الماضي. وهو يضمن سلامة المسافرين وسهولة التنقل والحركة للشعب الأفغاني، خصوصاً بعد نجاحات شركة GAAC في ادارة المطارات.
وتشكل الاتفاقية خطوة إضافية في الجهود التي تبذلها الإمارات الراغبة في عودة الحياة إلى طبيعتها في هذا البلد الذي مزقته الحرب. وهي تتيح للهيئة "تشغيل المجال الجوي للسماح بعودة خطوط طيران دولية كبرى إلى مطارات أفغانستان"، على ما أعلن المدير الإقليمي للهيئة الإماراتية إبراهيم معرفي في مؤتمر صحافي، مضيفاً "هذا تطور مهم.. ونعتقد أيضاً أنه مهم لأنه سيعود بمنافع اقتصادية فيما يتعلق بخلق فرص عمل".
وتشمل الاتفاقية إدارة الحركة الجوية والاتصالات وأنظمة المراقبة وخدمات الأرصاد الجوية.
وقال نائب وزير النقل والطيران المدني الأفغاني غلام جيلاني بوبال، في مؤتمر صحفي في كابول، إن العقد سيستمر عشر سنوات، موضحاً أن الحركة وقعت بالفعل مع الشركة عقدين يتعلقان بالخدمات الأرضية والأمن.
بين أفغانستان والعالم
وسعت حركة "طالبان" للتودد لقوى إقليمية، من بينها قطر وتركيا، لتشغيل مطار كابول، طريق الربط الجوي الرئيسي بين أفغانستان الحبيسة والعالم.
لكن بعد أشهر من الأخذ والرد، تضمنت في مرحلة ما إمكانية إبرام اتفاق مشترك بين الإمارات وتركيا وقطر، قررت الحركة خلال الأشهر الماضية إسناد التشغيل برمته إلى الإمارات، حسبما قالت مصادر لرويترز في يوليو (تموز).
وحالياً، تقلع بعض الرحلات من مطار كابول، إلا أن هناك حاجة لمزيد من الدعم كي تتمكن كبرى خطوط الطيران من استئناف عملياتها بالكامل.
وتعرض مطار العاصمة لأضرار كبيرة في أغسطس (آب) من العام الماضي خلال عملية إجلاء كبيرة للمدنيين في أعقاب استيلاء طالبان على السلطة. ويعدّ تشغيله بكامل قدرته ضرورياً لإحياء اقتصاد أفغانستان المتداعي.
العقد الثالث
والعقد جزء من مبلغ يفوق 300 مليون دولار تسعى الهيئة الإماراتية لاستثماره في أفغانستان على مدى عشر سنوات لتطوير قطاع الطيران، وهو الثالث توقعه مع وزارة الطيران المدني والنقل الأفغانية هذا العام.
فقد حصلت الهيئة التي عملت في أفغانستان قبل عودة طالبان إلى السلطة، على عقود منفصلة لإدارة خدمات التدقيق الأمني على الركاب والأمتعة في أربعة مطارات من بينها مطار كابول.
وقال نائب وزير الطيران والنقل غلام جيلاني وفا إنه "على الرغم من عقدينا السابقين لا يزال لدينا بعض النقص في عملياتنا عندما يتعلق الأمر بتوجيه الرحلات الجوية في المجال الجوي الأفغاني.. كان لدينا نقص في التجهيزات فيما تعرضت أجهزة أخرى لأعطال الأمر الذي كان يقيّد عملياتنا".