تأجيل عودة النيادي بسبب الأحوال الجوية
تترقب الإمارات عودة رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي إلى الأرض، التي تأجلت بسبب الأحوال الجوية؛ إذ أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء، أمس، إرجاء عودة النيادي من على متن محطة الفضاء الدولية بسبب ظروف الطقس.
ووفقاً لما أكدته وكالة ناسا وشركة سبيس إكس فإن الموعد المحتمل لانفصال المركبة دراجون عن المحطة لن يكون قبل يوم غدٍ، على أن يكون الهبوط إلى الأرض بعد غدٍ، وفقاً لظروف الطقس، وذلك بعد أن تحدد سابقاً «3 سبتمبر 08:30 إلى 10:30 صباحاً وصول الكبسولة دراغون ونزولها إلى مياه الأطلسي».
تجارب
وشارك النيادي خلال هذه المهمة التي امتدت لـ6 أشهر، في أكثر من 200 تجربة
علمية بالتعاون مع وكالات فضاء عالمية، وجامعات إماراتية، منها زراعة
النباتات، والعلوم الإنسانية، وتقنيات استكشاف الفضاء، وسلوكيات السوائل،
وعلم المواد، وإنتاج البلورات، وغيرها من التجارب العلمية المميزة، التي
ستفيد المجتمع العلمي العالمي، والباحثين، والطلاب داخل دولة الإمارات وحول
العالم.
ونظم مركز محمد بن راشد للفضاء سلسلة «لقاء من الفضاء»، التي تحدث خلالها النيادي إلى أكثر من 10 آلاف شخص ما بين طلاب ومحبين للفضاء من جميع أنحاء الإمارات.
وتعتبر عودة النيادي المرتقبة إلى الأرض، إنجازاً كبيراً للإمارات في مجال الفضاء، كونها ستعزز مكانتها في مجال العلوم والتكنولوجيا، إلى جانب المساهمة في تطوير القطاع الفضائي والابتكار، كما تلهم الشباب وتعزز الروح الوطنية والتعاون الدولي في سبيل تحقيق التقدم والتطور الشامل، إذ يمثل النيادي مصدر إلهام للشباب الإماراتي والعربي، ويشجعهم على متابعة شغفهم في مجالات العلوم والفضاء، ويعزز هذا الدور الإيجابي روح المغامرة والاكتشاف لدى الشباب ويدعم تطور المواهب.
فخر واعتزاز
طموح
وقالت معالي سارة الأميري، وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا
المتقدمة، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، «بعد مضي ستة أشهر من
انطلاقه إلى محطة الفضاء الدولية، يعود إلينا رائد الفضاء سلطان النيادي،
حاملاً طموح زايد بفخر واعتزاز، ومحققاً إنجازاً كبيراً يضاف إلى سجل
الإنجازات التاريخية لدولة الإمارات في قطاع الفضاء على الصعيدين الإقليمي
والعالمي، ليسطر بداية فصل جديد عنوانه تطوير وتعزيز اقتصاد مبني على
المعرفة من منطلق رؤية نحن الإمارات 2031 ورؤية دولة الإمارات للخمسين
عاماً المقبلة».
وتابعت: خلال هذه الفترة، أسهم سلطان النيادي في تنفيذ العديد من التجارب العلمية المتقدمة، التي ستشكل إضافة حقيقية لمسارنا البحثي والتطويري في مجال الفضاء، وستسهم في دعم واستدامة الحضارة الإنسانية، موضحة أن هذه الرحلة لم تكن مجرد مهمة للفضاء، بل كانت رحلة نحو تحقيق الأحلام وتجاوز الحدود لترسيخ مكانة دولة الإمارات العربية بقوة على خريطة الفضاء العالمية.
إلهام جديد
وأضافت: «بعودته سالماً إلى أرض الوطن، يحمل سلطان معه إلهاماً جديداً
وخبرة كبيرة ينقلها للأجيال القادمة ولكل من يطمح لتحقيق أحلامه في ميادين
العلم والاستكشاف، لتشكل هذه المهمة لحظة تاريخية لدولة الإمارات وللعالم
العربي بأسره». واختتمت «فخورون بسلطان النيادي وإنجازاته الكبيرة على متن
محطة الفضاء الدولية، وسنواصل رحلتنا نحو كشف أسرار الكون بسواعد كوادرنا
الشابة في جميع المجالات والعلوم المتعلقة بالفضاء نحو تحقيق طموحات
وتطلعات القيادة في الميادين العالمية للبحث والابتكار».
وقال سالم بطي سالم القبيسي، مدير عام وكالة الإمارات للفضاء: نهنئ أنفسنا وشعب دولة الإمارات وفريق عمل مركز محمد بن راشد للفضاء بهذه الخطوة الرائدة والإنجاز الكبير، والتي تجسدت فيها رؤية الإمارات التي تسير على درب التميز والريادة، مضيفاً إن دولة الإمارات تخطو اليوم خطوات كبيرة وملهمة للمنطقة والعالم في قطاع الفضاء من خلال إطلاق العديد من المبادرات والمشروعات، حيث تم الإعلان، أخيراً، عن مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، المشروع العلمي الأكثر تقدماً وطموحاً على جميع الصعد.
وأوضح أن سلطان النيادي لم يكن يمثل نفسه فقط، بل يحمل على عاتقه آمال وطموحات وطن، وطن يرى في كل فرد من أبنائه قوة وإمكانية لتحقيق العظمة، واليوم نجد أنفسنا لا نحتفل فقط بإنجاز فردي، لكن بإنجاز وطني عظيم، في رسالة تؤكد للعالم بأكمله أن دولة الإمارات قادرة على النجاح والتميز بشبابها وطموحها، والوصول إلى أعماق الكون وكشف أسرارها للإنسانية برؤية واستراتيجية مستدامة ترسخ مكانتها محلياً وإقليمياً وعالمياً في قطاع الفضاء.
تطور علمي
بدوره، أشار أحمد محبوب مصبح المدير العام لجمارك دبي الرئيس التنفيذي
لمؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة، إلى أن العودة المرتقبة لرائد
الفضاء الإماراتي إلى الأرض، من على متن محطة الفضاء الدولية تتوج التقدم
السريع الذي تحققه الإمارات في مجال ريادة الفضاء عقب إنجاز هذه المهمة
التي امتدت لـ6 أشهر في أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب، ما يمثل إنجازاً
متميزاً جديداً تحققه الدولة يظهر مدى تطورها العلمي ووصولها إلى مستوى
أكثر الدول تقدماً على مستوى العالم من خلال ريادة الفضاء.
ولفت إلى أن هذا الإنجاز نقلة نوعية كبيرة في مسار تطور الإمارات وتقدمها السريع إلى تحقيق الصدارة العالمية في كل المجالات بفضل حكمة قيادتنا الرشيدة وقدرتها على استشراف المستقبل والتخطيط له مسبقاً لتعزيز دور الدولة والمنطقة عموماً في مسيرة التقدم الإنساني، مضيفاً: لذلك نشعر بالفخر الكبير بهذا الإنجاز الرائد، ونبارك للقيادة الرشيدة وشعب دولة الإمارات بوصول الدولة إلى هذه المكانة الرفيعة بين كل دول العالم، متطلعين إلى استمرار التقدم في كل المجالات لتظل الإمارات نبراساً يقتدي به الجميع على طريق النهوض والتميز.
مكانة دولية
من جهته، قال معالي محمد أحمد المر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن
راشد: فخورون بهذا الإنجاز الكبير الذي حققه رائد الفضاء الإماراتي سلطان
النيادي، والذي يعزز مكانة دولتنا عالمياً ويلهم الشباب الإماراتي والعربي
لمواصلة التطلع نحو السماء والتحدي، ويؤكد رمزية الحدود التي نكسرها
باستمرار.
وأضاف: هذا الإنجاز تذكير لنا جميعاً بأن العزيمة والإرادة مصدر إلهامنا وقوتنا لتحقيق أهدافنا، متغلبين على التحديات التي نواجهها، لنثبت يوماً بعد يوم للعالم أن الإرادة الإنسانية يمكنها تحقيق المستحيل، وأن حدود الإمكانات تمتد أبعد مما نتوقع.
ولفت إلى أن عودة سلطان النيادي لا تشكل إنجازاً في ميدان وقطاع الفضاء فحسب، بل تمثل شاهداً على عزيمة وإصرار الكوادر الإماراتية على التفوق والتميز، وتحقيق المستحيل وتجاوز الحدود في جميع المجالات والقطاعات والتخصصات، إلى جانب نقل هذه الخبرات جيلاً بعد جيل لتستمر معهم حضارتنا وتفوقنا ونهضتنا العربية والإنسانية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق