فور اندلاع التوترات
في القدس والمسجد الأقصى أدان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد
الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية جميع أشكال العنف والكراهية التي تتنافى مع القيم
والمبادئ الإنسانية.
واستضافت الإمارات
المؤتمر الافتراضي الطارئ للبرلمان العربي لبحث الأوضاع في القدس، وأصدرت بيانا دعت
فيه إلى الوقف الفوري للعنف والأعمال العدائية.
وحينما اندلعت شرارة
الصراع بين الطرفين، قبل أيام، بعد اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى ومحاولات
تهجير عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح، سارعت الإمارات إلى إدانة هذه الأحداث وأكدت
على ضرورة تحمل السلطات الإسرائيلية مسؤوليتها وفق قواعد القانون الدولي لتوفير الحماية
اللازمة للمدنيين الفلسطينيين، ودعت إلى إنهاء الاعتداءات والممارسات التي تؤدي إلى
استمرار حالة التوتر والاحتقان في القدس الشرقية المحتلة، ووقف أي ممارسات تنتهك حرمة
المسجد الأقصى المبارك، لأنها تدرك جيداً خطورة المساس بالمقدسات الدينية وتبعاتها
على الأمن والسلم والاستقرار الإقليمي والدولي على حد سواء، خاصة بالنسبة للمسجد الأقصى
الذي يحظى بمكانة خاصة، رمزية وروحية لدى العالمين العربي والإسلامي، حيث شرّفه الله
تعالى بالتقديس وجمع فيه الأنبياء والمرسلين، ولهذا فإن اقتحامه من جانب القوات الإسرائيلية
لا يعبر فقط عن الاستهانة بمشاعر المسلمين، وإنما أيضاً، وربما الأخطر، تجاهل التداعيات
الكارثية التي قد تترتب على ذلك في المدى المنظور، فخبرة السنوات الماضية من الصراع
الفلسطيني - الإسرائيلي كشفت بوضوح أن القضية الفلسطينية، وفي القلب منها قضية القدس
والمسجد الأقصى، كانت إحدى الأوراق التي تم توظيفها بشكل سلبي من جانب قوى التطرف في
إذكاء وتيرة هذا الصراع، وإسباغه بطابع ديني، الأمر الذي جعل المنطقة تشهد موجات من
التعصب والتطرف والكراهية على حساب السلام والتعايش والأمن والاستقرار والتنمية.