الإمارات تستحضر إرث قائدي التأسيس و التمكين
تستذكر الإمارات مع اقتراب احتفالات الدولة بعيد الاتحاد الـ51 المآثر والإنجازات الفارقة التي سطرها على مدى نصف قرن من الزمن، قائد التأسيس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وقائد التمكين المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «رحمه الله»، والتي ستبقى مبعثاً للفخر والاعتزاز في نفوس أبناء الوطن على مر التاريخ وتعاقب الأجيال.
وترتكز الإمارات في مسيرتها نحو الخمسين بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» على المكتسبات والإنجازات التي حققتها في عهد القائدين الراحلين، والتي جعلت منها نموذجاً ملهماً لدول العالم الساعية للتفوق والريادة والانتقال إلى المستقبل المشرق.
وشهدت الإمارات في عهد المغفور لهما نهضة تنموية لا مثيل لها في مجالات الحياة كافة، والتي يستعرض التقرير التالي أبرز ملامحها وأهم إنجازاتها بالأرقام والحقائق.
وأولى قائدا «التأسيس» و«التمكين» القطاع الصحي عناية فائقة انطلاقاً من إيمانهما بأن الإنسان هو الثروة الحقيقية لهذا الوطن والقوة المحركة للتقدم والتنمية والازدهار، وقد حقق القطاع الصحي في عهدهما قفزات نوعية وإنجازات كبيرة تتناسب مع حجم المتطلبات والتحديات.
وقفزت أرقام المستشفيات في الدولة من 16 مستشفى في عام 1975 إلى 173 مستشفى في عام 2020، ورافق ذلك نمو في العديد من المؤشرات المرتبطة بصحة الإنسان، ونمت أعداد المواليد في الدولة لتصل في عام 2020 إلى 97,572 مولوداً مقارنة بـ19.798 مولوداً في عام 1975، بنسبة زيادة وصلت إلى 393 في المئة.
تعليم
ونال قطاع التعليم في عهد المغفور لهما اهتماماً خاصاً جسدته أرقام التطور الكبير في عدد المدارس ومؤسسات التعليم العالي والطلاب والخريجين فقفز عدد المدارس من 227 مدرسة في عام 1975، ليصل إلى 2,670 مدرسة في عام 2020، فيما بلغ عدد مؤسسات التعليم العالي في الدولة نحو 134.
وارتفع عدد طلاب التعليم العام في الدولة من 61,803 طالبات وطلاب في عام 1975، ليصل إلى مليون و353 ألفاً و501 طالبة وطالب في عام ٩١-٠٢٠٢، أما عدد طلبة التعليم العالي فقد بلغ نحو 295,957 طالباً 161,368 من الذكور و134,589 من الإناث وفي مستويات التعليم العالي كافة.
بنية تحتية
وتربعت مشروعات البنية التحتية على رأس أولويات القائدين الراحلين «طيب الله ثراهما» فرصدت الإمارات في عهدهما مئات مليارات الدراهم لتنفيذ مشاريع البنية التحتية الأساسية التي تستهدف تحقيق بيئة مستدامة، وخصوصاً على صعيد مشاريع الخدمات الأساسية مثل الإسكان والطرق والموانئ والمطارات والكهرباء والمياه وغيرها من المشاريع.
وبلغت أطوال الطرق المعبدة وغير المعبدة في الدولة حسب آخر إحصاء لعام 2020 نحو 83,476 كيلومتراً، فيما شملت محفظة الموانئ في الدولة 12 منفذاً بحرياً تجارياً، عدا الموانئ النفطية، و310 مراسٍ بحرية بحمولة تصل إلى 80 مليون طن من البضائع.
وحرصت الإمارات على مواكبة زيادة الطلب على الكهرباء والمياه في الدولة بالنظر إلى الزيادة المسجلة في عدد السكان ونمو النشاط الاقتصادي والتجاري في الدولة، إضافة إلى تبني حلول مستدامة للطاقة المتجددة.
المرأة
وعززت المرأة في الإمارات في عهد المغفور لهما حضورها في المجالات كافة والذي بات مساوياً لحضور الرجال. وتشكل النساء نسبة 50 % من عضوية المجلس الوطني الاتحادي في الدولة، فيما تمثل الإناث ما يزيد على 60% من أعضاء مجلس الإمارات للشباب والمجالس المحلية للشباب، ونسبة 24% من أعضاء مجالس الإدارات في الجهات الاتحادية والمحلية.
أمن غذائي
واحتل ملف الأمن الغذائي في الإمارات حيزاً كبيراً من اهتمام ومتابعة المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «رحمه الله» فشهد عهدهما وضع العديد من الخطط وإطلاق الكثير من المشاريع والبرامج المستقبلية التي حسنت موقع وأداء الدولة في هذا المجال على الصعيد العالمي إلى أن وصلت إلى صدارة دول الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا في المؤشر العالمي للأمن الغذائي 2022. وشهدت الـ50 عاماً الماضية نمواً متسارعاً لقطاع الاتصالات في الإمارات، فقفز عدد خطوط الهاتف الثابت من 26 ألفاً و200 خط في عام 1975 إلى مليونين و380 ألفاً.
وأرسى المغفور لهما أسساً متينة لبناء اقتصاد متنوع ومستدام في دولة الإمارات التي نجحت بفضل رؤاهما وتوجيهاتهما في إحداث تغيير جذري في هيكل الحياة الاقتصادية والانتقال إلى اقتصاد قائم على المعرفة عبر تشجيع الابتكار، وتعزيز الإطار التنظيمي للقطاعات الاقتصادية الرئيسة.
وقفز الناتج المحلي الإجمالي من 58.3 مليار درهم في 1975 إلى 1.3 تريليون درهم في 2020، ونما إسهام القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي من 43 في المئة عام 1975 إلى 83 في المئة في 2020، فيما ارتفع مجمل حجم التجارة الخارجية للدولة من 11.5 مليار درهم في عام 1975 إلى 1.4 تريليون درهم في 2020، وزادت قيمة الاستثمارات الأجنبية المباشرة الواردة للدولة من 40 مليار درهم في 2005 إلى 73 مليار درهم في 2020.
سياحة
وسطر القطاع السياحي في الدولة في الخمسين عاماً الماضية قصة نجاح استثنائية جعلته ضمن أبرز الوجهات العالمية من ناحية النمو والقدرة على استقطاب السياح من مختلف بقاع الأرض، كما نجح القطاع في ترسيخ مكانته أحد أبرز روافد الاقتصاد الوطني.
وقفزت أرقام المنشآت الفندقية من 64 منشأة فندقية تضم 5379 غرفة في عام 1978 إلى 1089 منشأة فندقية تضم 180 ألفاً و257 غرفة فندقية في عام 2020، كما تطورت الطاقة التشغيلية لمنشآت الدولة الفندقية عبر السنوات، فبلغ عدد نزلائها عام 1979 نحو 392 ألف نزيل، بمجمل ليالي إقامة 1.02 مليون ليلة، ليصبح عددهم في عام 2020 أكثر من 14 مليوناً و882 ألف نزيل بمجمل ليالي إقامة 54.3 مليوناً.
عمل إنساني
قدمت دولة الإمارات نموذجاً عالمياً فريداً في العطاء الإنساني بدأ مع نشأتها عام 1971 واستمد مبادئه من رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، والمغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «رحمه الله»، فشكل العمل الإنساني إحدى أبرز أولويات الدولة التي سخرت له الإمكانات كافة اللازمة لنموه وازدهاره، ووصول أثره إلى مختلف بقاع العالم.